19 - 10 - 2024

عجاجيات | اقصفوا أطفال غزة بالشيكولاته

عجاجيات | اقصفوا أطفال غزة بالشيكولاته

الأطفال أحباب الله ضحكاتهم تسعد القلوب وبكاؤهم يرهق النفوس.. ومن نعم الله علينا أن زرع فينا حب الأطفال وزرع فى قلوبنا الرحمة تجاههم.. ومن نعم الله أن رزق كل الأطفال الجمال مهما كانت ملامحهم وألوانهم.

والحقيقة أن كل الأطفال سواء لا فرق بين طفل أمريكى وطفل هندي وطفل نرويجى وطفل تنزانى ولا فرق بين طفل يابانى وطفل يمنى ولا فرق بين طفل إسرائيلى وطفل فلسطينى.. فكل الأطفال يضحكون ويبكون.. وكل الأطفال يحبون اللعب وكلهم يحبون الحلوي والسكر.. لا فرق بين طفل مسيحى وطفل مسلم وطفل يهودي فكل الأطفال أحباب الله.

والحقيقة التى تؤكد أن كل الأطفال سواء ويجب الاهتمام بهم بصورة متساوية وعادلة ويجب توزيع الحنو عليهم بالعدل والقسطاس هى أن الاطفال أوراق بيضاء فلا يوجد طفل شيوعى وطفل رأسمالى وطفل امبريالى وطفل إسلاموي وطفل متعصب وطفل متطرف.. فالطفولة لا تعترف بهذه التصنيفات ولا تنتبه للأيديولوجيات.

الأطفال فى سنواتهم الأولى كلهم يريدون حنان الآباء وعطف الأمهات وحدب الجدود والجدات.. كلهم فى حاجة إلى الغذاء الذى يبنى أجسادهم ويقيهم من سوء التغذية.. كلهم من حقهم أن يلعبوا ويشربوا اللبن ويستمتعوا بقالب الشيكولاته.. لا فرق بين ابن شهيد وابن سجين سجن لأي سبب من الأسباب، فلا ذنب للأطفال فيما ارتكبه الآباء أو اعتنقوه من أفكار أو اتخذوه من مواقف.. وكل الأطفال من حقهم أن يجدوا فرصة لرعاية طبية جيدة وتعليم متميز.. وكل الأطفال من حقهم ألا يحرموا من آبائهم وأمهاتهم وجدودهم.

ولذلك أعتقد أن على كل زعماء العالم أن يشعروا بالخجل، وهم يرون أطفال غزة يتضورون جوعا ويشتهون الخبز وياكلون من خشاش الأرض. وعلى مليونيرات ومليارديرات العالم أن يراجعوا أنفسهم ويخجلوا من ثرواتهم ويلوموا صمتهم تجاه ما يحدث لأطفال غزة.. أتمنى أن يسارع كل أصحاب الضمائر، أصحاب الأساطيل والجيوش وحاملات الطائرات إلى قصف أطفال غزة بالحلوي والشيكولاتة وكل أصناف الطعام.. وبالطبع فالأولى ذوو القربى من الدول العربية والإسلامية فكل طفل فلسطينى سيرتقى شهيدا بسبب الجوع سيجعل حسابنا عسيرا أمام ملك الملوك الذى أمرنا أن نتعاون على البر والتقوي، والذى أوصانا حبيبه ورسوله صلى الله عليه وسلم أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

والله أدعو وأبتهل أن يغفر لنا تقصيرنا وعجزنا أمام دموع أطفال سلبت طفولتهم وحرموا من بيوتهم ومدارسهم وفقدوا معظم أهلهم. إذا عاملنا الله بعدله وميزانه الحق، فلن يكون أمامنا إلا الاعتراف بذنبنا، والأمل والرجاء أن يشملنا سبحانه وتعالى بعفوه ورحمته.

وأضعف الإيمان أن ندعو لأهلنا فى غزة بألسنتنا وقلوبنا، وأن نساهم على قدر طاقتنا فى مد يد العون لهم، وألا ننسى ولو للحظة واحدة أنهم أشقاؤنا وأنهم يتعرضون لأبشع ظلم وأغشم عدوان.
-----------------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | السنوار حي يرزق